من أكبر نعم الله علينا أن فتح لنا باب التوبة ونبهنا إليه
فلم يغلق في وجه
العصاة باب إلا وفتحته التوبة ومهما بلغت الذنوب وعظمت
المعاصي فإن الله
يغفرها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
:قال الله عز وجل :
[center](
قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على
ما
كان منك ، ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم
استغفرتني
غفرت لك ، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني
لا
تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة
الراوي: أنس المحدث: المنذري -
المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو
الرقم: 4/214
خلاصة حكم
المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
فالله ربنا
جل وعلا رحيم بعباده لطيف بهم يدعو عباده العاصين إليه فيقول(قل
يا
عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر
الذنوب
جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ).
وانظر إلى رحمة أرحم
الراحمين وكرم رب العالمين القائل
( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ
مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ
النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ
وَمَن يَفْعَلْ
ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ
عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا . وَمَن تَابَ وَعَمِلَ
صَالِحًا
فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا)
وانظر إلى
لطف الله بعباده كيف يفرح بتوية عبده إذا تاب إليه وفرحه عز وجل
بتوبة
عبده أشد من فرح الرجل يفقد دابته في فلاةٍ من الأرض عليها طعامه
وشرابه
وييأس من لقياها ثم ينام تحت شجرة فيقوم فيجدها عند رأسه فالله أشد
فرحاً
بتوبة عبده من هذا براحلته.
فكيف ييأس العاصون من رحمته
أو يشكون في مغفرته وهو الغفور الرحيم والتواب
الكريم؟
وأخبر
تعالى أنه يقبل توبة من قتل النفس بغير حق، ومن زنى، بل من أشرك ودعا
معه غيره،قال تعالى ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا
آخَرَ
وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا
بِالْحَقِّ
وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا .
يُضَاعَفْ
لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا .
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ
يُبَدِّلُ
اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا
رَّحِيمًا
. وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى
اللَّهِ
مَتَابًا)
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله( - إن الله
عز وجل يبسط يده بالليل ،
ليتوب مسيء النهار . ويبسط يده بالنهار ،
ليتوب مسيء الليل . حتى تطلع
الشمس من مغربها
الراوي: أبو موسى
الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو
الرقم: 2759
خلاصة
حكم المحدث: صحيح)
بل أخبر أن الله يفرح بتوبة عبده إذا
تاب فقال :" لله أشد فرحا بتوبة عبده
، حين يتوب إليه ، من أحدكم كان
على راحلته بأرض فلاة . فانفلتت منه .
وعليها طعامه وشرابه . فأيس
منها . فأتى شجرة . فاضطجع في ظلها . قد أيس من
راحلته . فبينا هو كذلك
إذا هو بها ، قائمة عنده . فأخذ بخطامها . ثم قال
من شدة الفرح :
اللهم ! أنت عبدي وأنا ربك . أخطأ من شدة الفرح
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم:
2747
خلاصة
حكم المحدث: صحيح
وأخبر صلى الله عليه وسلم عن رجل قتل مائة
نفس فتاب الله عليه وقبضته
ملائكة الرحمة، فقال:" - إن عبدا قتل تسعة
وتسعين نفسا ثم عرضت له التوبة
فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل
فأتاه فقال إني قتلت تسعة وتسعين نفسا
فهل لي من توبة قال بعد تسعة
وتسعين نفسا قال فانتضى سيفه فقتله فأكمل به
المائة ثم عرضت له التوبة
فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل فأتاه فقال
إني قتلت مائة نفس فهل
لي من توبة فقال ويحك ومن يحول بينك وبين التوبة
اخرج من القرية
الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية الصالحة قرية كذا وكذا
فاعبد ربك
فيها فخرج يريد القرية الصالحة فعرض له أجله في الطريق فاختصمت
فيه
ملائكة الرحمة وملائكة العذاب قال إبليس أنا أولى به إنه لم يعصني ساعة
قط قال فقالت ملائكة الرحمة إنه خرج تائبا
الراوي: أبو سعيد الخدري
المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه -
الصفحة أو الرقم: 2140
خلاصة
حكم المحدث: صحيح
وأوصيك أخي الكريم
وأوصيك
أختي الكريمة
بعد التوبة بالإكثار من الأعمال الصالحة؛
فإن الحسنات يذهبن السيئات ،خصوصا
الصلاة بالليل والقراءة والبكاء من
خشية الله والإكثار من نوافل الصلاة من
سنن الرواتب وصلاة الضحى وغيرها
لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
وأوصيكم بالحرص
على الصحبة الصالحة، والبعد كل البعد عن رفاقك السابقين،
وخاصة من
شاركتهم المعصية.
كما أوصيكم بالحذر من التهاون بما كان
من المعاصي في السابق أو التساهل بها
واعلم أن الشيطان
يحزنه ما صرت إليه فاحذر وساوسه وتذكيرك بالماضي وتزيين
ما كنت تعمل
فابتعد عن كل ما يذكرك بماضيك ويثير الشهوة في نفسك وتحصن
بما شرع الله
لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الصوم والزواج وغض
البصر والبعد عن
الكلام الفاحش واجتهد في دعاء الله عز وجل بأن يغفر لك
ما مضى ويحفظك فيما
بقيت.
وعليكم بتحقيق شروط
التوبة
أما الخوف فإن كان لايوصل إلى اليأس من رحمة
الله، بل يدفع إلى مزيد من
العمل والتوبة فهو محمود. وإن كان يأسا فلا
يجوز.
وأخيرا أسال الله أن يغفر ذنوبنا وذنوبكم وأن
يجعلنا من التوابين وأن
يجعلنا من المتطهرين