كشفت أحدث الدراسات العلمية، والتي أجريت علي مجموعة من الأطفال في عمر خمس سنوات، أن ذكاءهم يرتفع كلما زادت رعاية الوالدين لهم, مما يدل علي أن ارتباط الأب بالابن عامل مهم لتفوق الطفل في الدراسة.
وأكد العالم بيللر هذه النتائج، حيث اكتشف أن الحرمان من رعاية الأب يؤدي إلي التقليل من الكفاءة المعرفية, ووجد أن غياب الآباء عن المنزل لمدة سنتين أو أكثر ارتبط بانخفاض الذكاء والتحصيل الأكاديمي للأطفال، بالمقارنة بالأطفال الذين تربوا في بيت يوجد فيه الوالدان.
وهناك دراسات أوضحت أن الأولاد الذين لهم علاقة قوية بآبائهم حصلوا علي درجات عالية في السلوك أكثر من الأولاد الذين لا يملكون نفس العلاقة القوية مع آبائهم, حيث اتسم سلوكهم بالعدوانية, ولهذا توصي الدراسة بضرورة رعاية الآباء لأبنائهم, لما له من أهمية في النشأة الاجتماعية في عصر انشغل فيه الآباء بالأعمال المختلفة وتقلص دورهم في الرعاية.
وفي نفس السياق، أوضحت د. سبيكة يوسف الخليفي في بحثها الذي يحمل عنوان "دور الآباء في رعاية الأبناء كما تدركه الأم", أن دور الأب في رعاية الأبناء بدأ يتقلص حين يقضي أغلب وقته في العمل, برغم أن كثيرا من الآباء يرغبون في أن يكونوا أكثر ارتباطا بأبنائهم, إلا أن هناك عوامل كثيرة لا تشجعهم علي ذلك مثل الارتباط بعمل إضافي ــ في فترة بعد الظهر ــ أو الاعتقاد بأن تحمل مسئوليات الأطفال من واجبات الأمهات فقط، كما ورد بالأهرام.
وأضافت أنه في بعض الأحيان تكون الأم هي سبب تخلي الأب وتقصيره في تربية الأبناء، وذلك عندما تحكم سيطرتها عليهم وتصر على أن تربيتهم من حقها وحدها, فلا تشجع الأب علي القيام بواجباته العائلية, بالإضافة إلي أن كثيرا من الآباء يشعرون بأنهم لا يملكون المهارات الضرورية ليكونوا أكثر إسهاما في رعاية الأبناء.
برغم ذلك فدور الأب مهم جدا في حياة الأبناء, إذ يسهم في نمو قدراتهم المختلفة, فقد أوضحت دراسات عديدة أن الأطفال في عمر4 سنوات والذين حصلوا علي رعاية من الأب وارتبطوا به استفادوا معرفيا, وأن درجاتهم في اختبارات الذكاء ارتبطت ايجابيا بدرجة رعاية الأب.
>>