ماذا أقول ؟!!
أأقول أنك عمري الذي لم أعش دقائقه إلا معك ولم أستمتع بلحظاته إلا في ظلالك ..؟!
أم أقول أنك حياتي التي لا حياة لي بدونها..!
أأقول أنك أحلام الماضي البعيد الذي أشرق بضحكاتنا..؟!أأقول أنك الحاضر السعيد ببسماتنا الغني بجلساتنا..!أم أقول أنك مستقبلي المنشود الذي أتوق إليه لأعيش معك..؟!
أأقول أن حبك نهرٌ متدفّق روى بساتين قلبي فأينعت وطاب لك جناها..!أم أقول أنك غيثٌ هاطل تاق روض قلبي الماحل إليه فلبّى نداءه وامتلأت دنياي بالثمار التي لم يتمتّع بها أحد سواك..؟!
أأقول أنك شمسٌ أشرقت في سماء حياتي فأنقذتني من ليل الكآبة وظلام اليأس.! أم أقول أنك لحنٌ جميل مفعم بالنغم عزفته لي الحياة لأنعم به بعد الوحدة والألم..؟!
أأقول أن قلبي بات مسكنك ..في رحابه حللت ،وبين شغافه أقمت وطابت لك الإقامة ..! أم أقول أنك الميناء الذي رست على شواطئه أشواقي واستقرّت فيه أحلام روحي الضائعة ..!؟
أأقول أن بسمتك كانت ماء الحياة التي تعيد لروحي الصفاء والسعادة ..!أم أقول أن عمري أزهر بوجودك وأن حياتي أصبحت من أجلك وأن روحي غدت منك وإليك ..؟!
أأقول أن حبك خضمّ ٌواسع غرقت في بحاره لأعرف أسراره فما عدت منه إلا عندما أنقذتني بثقتك !أم أقول أنك دفء الربيع الذي أنقذني من كآبة الشتاء وشقاء الصيف وأهواء الخريف؟!
أأقول أن قلبك كان جنّة الأرض التي جذبتني فوضعت فيها أرحالي وأرحت أحمال قلبي المجنون.!
أم أقول …………….أحبك ؟!!!!
ولماذا أقول ؟؟!
أ لأنك أصبحت موطني وغدت روحك ملجأي وموئلي الدائم !؟
أم لأنك جعلتني أعود لروحي وأسترجع ثقتي واعتدادي بقوة شخصيتي ..؟!
ألأنك بحثت معي عن سرّ العظمة وكنز الوجود ..عن حلم العمر وغاية الحياة….! أم لأنك ارتفعت بروحي إلى عالم السموّ والسرمد وحلّقت بها في أجواء الفن الرفيعة..؟!
ألأنك جعلتني بارعة" في علوم الحب ،مبدعة" في بساتين الهوى ،فيلسوفة"في أحاديث الغرام..!
أم لأنك جعلتني أبرع تلميذة لأبدع أستاذ..؟!
ألأنك فككت قيود قلبي وحرّرت روحي من سجن التفاهات المادّية .!أم لأنك جعلت روحي تقتبس عنك كل شيء .بسمتك،نظرتك،كلماتك،همساتك وتضيف عليها من فنون النساء في تنسيقٍ وإتقان ..؟!
ألأنك غريب الأطوار ..عجيب النظرات ..منفرد الأفكار .! أم لأنك سمحت لي بالتقرّب إليك والإحاطة بكل دقائق حياتك وأسرارها لأنك تعرف مدى حرصي عليها وحفظي لها..؟! ألأنني…………. أحبك ؟!
وكيف أقولها لك ……كيف……؟!
هل أجعل من شغاف قلبي حروفا"تؤلّفها لك وتلخّص كل ما حدث بيني وبينك…..!
هل أنظمها لك أشعارا" تسير بها الركبان لتصل إلى مسامعك وتزداد اعتدادا"برجولتك …..!
أأرويها لك أسطورةً عن حكايتنا مع الأيام التي حاربتنا كثيرا" ثم فتحت أحضانها لنا …وضحكت بملء شدقيها حتى ثملنا بنشوة الحب……؟!
أم أنسجها لك قصيدةً تبوح فيها القوافي بما عجزت عن قوله فتبعث في نفسك آمالا"جديدة وتفتح أمام عينيك آفاقا" مشرقة…؟!
أأسمعها لك لحنا"ينطلق من فمي ليزهر في قلبك ربيعا" دافئا" وينهمر من عينيك أنهارا"متدفّقة ويفضح ما خبّأته في قلبك طوال الأيام السابقة لاعتدادك بنفسك…؟!
أم أرسمها لك لوحة" تجمع الغيم والمطر…تجمع السمك والماء….تجمع السماء والعصافير وتضعها في لوحة طبيعية تجعلك مدركا" طبيعة ما يجمعنا من مشاعر……!؟
أأسقيك إياها عسلا" صافيا"حلو المذاق تمتصّه خلاياك ويذوب في جسدك فتذوب روحك في روحي وتنسى تحفّظ الماضي وصمته الثقيل….؟!
أم أعلّمها لكل طفل يمرّ بك صباحا" ليلقي عليك التحية ويقولها لك مرارا" حتى تستوعبها وتفهم معانيها الجميلة الرقيقة فهما"صحيحا"،وتفك عقدة لسانك..؟!
أم أنطقها لك نطقا" عاديّا" كما هي بسيطة الحروف عميقة المعاني ….؟!
أأقولها هكذا……. أحبك..؟!
ماذا أقول …؟!ولماذا…؟!وكيف..؟!
يا ليتني أستطيع ذلك….!
هذه الأسئلة لا معنى ولا جواب لها أمامك لأنك…..
أول من علّمني دروسا" في توظيف الأنوثة، وجعلني أسطورة في الكبرياء والاعتداد بالنفس…..
حالمة
